هل الرؤساء

هل الرؤساء يفهمون الرسالة بالعكس؟

  • هل الرؤساء يفهمون الرسالة بالعكس؟

اخرى قبل 6 سنة

هل الرؤساء يفهمون الرسالة بالعكس؟

بكر أبوبكر

يستغرب كثير من المحللين السياسيين المواقف المتناقضة الصادرة عن عدد من الزعماء العرب خاصة حول فلسطين.

بعض الزعماء الذين يلتئمون على طاولة الجامعة العربية فيمنحون فلسطين ما تطلبه من قرارات، وهذا لعمري دلالةً الاصالة العربية التي مازالت تجمع شعوب الامة حول فلسطين، هؤلاء النفر من الرؤساء عندما يدخلون حلبة السياسة خارج وليمة الجامعة يكون لهم من التصرفات والمواقف النقيض او العكس تماما؟

في مثل احوال التناقض هذا أمران: فإما ان الرسالة الفلسطينية على طاولة الجامعة العربية وغيرها غير واضحة او مبهمة، وإما يفهم ان لدى فلسطين لغتين؟

وفي الاحتمال الثاني إما أن الزعماء العرب لا يحفلون بالجامعة، ويجدون جلوسهم على مقاعد اجتماعاتها مدعاة للتثاؤب أو التنابز أو السخرية فلا يسمعون ما يقال.

وان وقّعت بلدانهم على ما تريده فلسطين،شكرا لهم، قد نفهم منه منطق رفع العتب أمام جماهير الأمة -التي لا نشك للحظة من مقدار التفافها حول فلسطين-فيكون هذا هو المنطق السائد.

تسود المصالح الثنائية مع الذئب الغربي الأغبر إي أمريكا على المصالح المشتركة العربية، فيتعامل هذا النفر من زعماء الأمة مع القضية المركزية في عدد من مواقفه بخفة وهامشية.

قد نسمع العديد من التحليلات ومنها من يتهم القيادة الفلسطينية بممارسة او بدعم "التطبيع" بدلالة الواقع الاحتلالي القائم الذي يفرض علاقة جبرية للرازحين تحت الاحتلال معه، ويجعلها مبررا له هو البلد المستقل والمتحرر ليعقد الصفقات ويقيم الولائم احتفالا بالاختراق الصهيوني لجسد بلده، ولعقله وروح الامة.

الصهيوني يخترق الجسد الفلسطيني سواء أكانت "أوسلو" أم بدونها، فالرازح تحت الاحتلال لا فكاك له من التعاطي مع محتله، لكن عقله وروحه أبدا حرة.

ولكن يبرز هنا منطق إما الانبطاح والاستسلام وإما الصمود والثبات وبرنامج المقاومة الذي يجب تصعيده في سياق القدرات الشعبية التي ترفض القائم الاستعماري، وبمعادلة الصمود والمقاومة تفكفك الحصار وتسعى لرفع حبل مشنقة الاحتلال عن عنقها.

أفلا يكون لي أنا الشقيق العربي أن أفكفك الاحتلال الصهيوني ، أم علي أن أشد الحبل على رقبة الفلسطيني؟

لقد قالها الاخ ابومازن بوضوح الشمس في رابعة النهار فلا تُأوّلُوا ولا تفسروا كما تشاؤون!

قال ابومازن ومن قبله ابوعمار اننا مع تطبيق المبادرة العربية من الألف الى الياء بالتسلسل العربي.

وفي الألف يأتي قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي الياء يأتي من انقلب اليوم على المبادرة واللغة العربية ليفهم حروف الهجاء تبدأ بالياء وفق طلب الراعي الامريكي الأغبر.

معادلة اليوم أصبحت تقول: اقيموا العلاقات مع الاسرائيلي، واضغطوا الحبل حول رقبة الفلسطيني لعله يموت أو ينحني أو يستسلم!

أنفهم الخطاب الفلسطيني الواضح ونضرب به عرض الحائط إرضاء للذئب الأغبر ؟ أم أن زعماء الأمة يفهمون المعادلات مقلوبة! فيما الأمة في حيرة بين عقلها وجسدها؟ أم أننا لا نفهم العربية باللهجة الفلسطينية ام اننا لا نحفظ الأبجدية العربية؟

 

 

 

التعليقات على خبر: هل الرؤساء يفهمون الرسالة بالعكس؟

حمل التطبيق الأن